كتاب شاعرات من الخليج العربي

   

        الاستاذ المساعد الدكتور فراقد داود سلمان

        مركز دراسات البصرة والخليج العربي

                                      

   وهو من اصدارات مركزنا لسنة 1985 وهو من تأليف فالح حمد أحمد, ويقع في (190) صفحة، ويعد هذا الكتاب من الكتب المتخصصة بدراسة الشعر النسوي, الغرض منه ابراز مكانة المرأة الشاعرة في الخليج العربي واسهامها الجاد في مواكبة الأحداث السياسية التي تشهدها الساحة العربية آنذاك بأسلوب ايقاعي وفني جميل، ولقد تناول المؤلف بالدراسة والتحليل لتسعة شاعرات, وهن كل من بدرية عباس وبلقيس عبد الغني وحمدة خميس وخزنة بورسلي وزهور دكسن وساجدة الموسوي وسهيلة طه محمد وشيخة راشد ونهال حسن العبيدي .

وبعد الاطلاع على الكتاب وجدت ان العاطفة والوطنية لدى الشاعرات العراقيات شيئان متلازمان لديهن وعلى ما يبدو ان السبب في هذا التلازم هو الحب للأرض والوطن، فقد كتبن الكثير عن الوطن مثل قصيدة "الموت حب يا عراق" للشاعرة نهال حسن العبيدي من العراق والتي تذكر فيها:

يا رفاقي لفد لبست رصاصاً    حين حارت ما ترتديه النساءُ

وتعطرت من دخان بصدري    ارسلته الى السماء سماءُ

شرف الجرح ان يغض حياء    حين يعيا من الجراح حياءُ

حين تشدو الدماء تهوي القوافي   ومن الجرح يولد الشعراءُ

وشاعرة اخرى كتبت عن معاناة شعبها برؤية عميقة وصادقة وهي حمدة خميس من البحرين حيث قالت في احدى قصائدها:

يا حرفي: قاتل

احمل رايتك الشمس، الحب ، الافياء

ارسم درباً يخضر الى الماء

قاتل

كن قنبلة تنسف تاريخ الاموات الاحياء

كن رعداً، كن وهجاً

كن صوتاً .. يحمل في الثورة

اصداء الانسان الطالع.

 اما من الكويت فقد ذكر المؤلف الشاعرة خزنة بورسلي  وهي ابنة اخ الشاعر فهد بورسلي، لذلك كانت نشأتها في اسرة ادبية تتذوق الفن والادب. امتاز شعر الشاعرة خزنة بالحس القومي الذي عبرت عنه بعاطفة عاشقة وروح شفافة وبالأخص قصائدها عن القضية الفلسطينية حيث ذكرت في احداهن:

فهذي فلسطين الجريحة تشتكي   وهذي النفوس قد كواها التحجر

وانك في قدس العروبة جذوةً      وانك فكر والشموس تحبر

اراك بأفراح الجنود ونزفهم        اراك بصوت الله حيث المكبر

اراك بأحلام الشباب وشدوه      اراك بأشداء الرياحين تنشر