واقع الموانئ العراقية (القسم الأول)
الاستاذ المساعد الدكتور مريم خيرالله خلف
مركز دراسات البصرة والخليج العربي
تعد البصرة المنفذ الوحيد الذي يربط العراق بالعالم الخارجي عبر جزئه الجنوبي بشريط ساحلي ضيق يبلغ ٦٥كم ، وهي تقع في إقليم متباين من النواحي الجغرافية والاقتصادية والسياسية، ضمن المنطقة المحصورة ما بين البحر المتوسط والبحر الأحمر من جهة والخليج العربي من جهة أخرى وهذا الموقع أثر على نشاطها وأهميتها, لأنها تقع ضمن منطقة التنافس والصراعات لعقود تاريخية أثرت في بلورة تاريخها الجغرافي, إلا إن هذا الموقع المتطرف أعطى محافظة البصرة ميزة خاصة عن غيرها من المحافظات الأخرى, إذ جعلها تحتوي على جميع موانئ الدولة، وجعلها ممراً أرضياً وبحرياً مهماً يربط ما بين العالم الخارجي ومحافظات العراق كافة، لذا تم إنشاء موانئ ذات قاعدة تجارية من أجل الإفادة من أرصفتها في العمليات التجارية والصناعية، وتعد شركة الموانئ العراقية الشركة الثانية في المحافظة من حيث الأهمية بعد شركة نفط الجنوب, لكونها تمثل بوابة العراق على العالم الخارجي ولها دور كبير بدعم الاقتصاد يتمثل في تسهيل عمليات التبادل وتوفير موارد مالية للدولة ومساهمتها الفاعلة بتوفير فرص العمل .
يمتلك العراق أربعة موانئ تجارية رئيسية والمتمثلة بميناء أم قصر وميناء المعقل وميناء خور الزبير وابو فلوس ويلعب ميناء ام قصر دورا كبيرا في استقبال السفن ويحتل الأهمية التجارية الأولى نظرا للمميزات التي يتميز بها وفي مقدمتها مسارات الملاحة البحرية وتوفر الأرصفة المناسبة لاستقبال السفن ويأتي خور الزبير بالمرتبة الثانية وميناء ابو فلوس يقع ضمن المرتبة الثالثة وجاء ميناء المعقل بالمرتبة الرابعة وذلك لقلة طاقاته الاستيعابية اذ يقع ميناء المعقل على الجانب الغربي من شط العرب على مسافة 135 كم من النهاية الشمالية للخليج العربي تأسس الميناء عام ١٩١٤في بداية الحرب العالمية الأولى وهو الميناء الأول من موانئ العراق وقد أنشئ على امتداد ٣ كم في المنطقة المحصورة ما بين لواجهة العشار والمعقل يحتوي الميناء فضلا عن المرسى على ١٣ رصيفا تبلغ مساحة الرصيف بحدود 4000 م2 وهو متوقف حاليا بسبب صعوبة وصول البواخر والسفن الى مدخل شط العرب وتم تحويل هذا الميناء مؤخرا الى مكان سياحي .
اما ميناء أم قصر فهو يلعب دورا كبيرا في استقبال السفن الناقلة للحمولات الكبيرة مثل الرز والحنطة فضلاً عن المواد الغذائية الأخرى ويحتل ميناء أم قصر الأهمية التجارية الأولى نظراً للميزات التي يتميز بها هذا الميناء وفي مقدمتها قربه من مسارات الملاحة البحرية وتوفر الأرصفة المناسبة لاستقبال هذه السفن مقارنة مع الموانئ التجارية العراقية الأخرى ، .يقع الميناء بالقرب من الخليج العربي على بعد (٧٥ ) كم من مدينة البصرة في النهاية الجنوبية لخور الزبير حيث يلتقي بخور عبدالله ، بوشر بإنشاء الميناء عام١٩٦١ وأنجز عام١٩٦٥ وشغل فعلياً عام١٩٦٧ لاستقبال البواخر ذات الغاطس التي يتعذر مرورها في القناة الملاحية في شط العرب بعد زيادة تعامل العراق تجارياً مع دول العالم .
يتكون الميناء من جزئيين الجنوبي (الأرصفة القديمة) ويحتوي على تسعة أرصفة للبضائع العامة فضلا عن رصيف للحبوب (السايلو) والجزء الشمالي يتكون من عشرة أرصفة للبضائع الاعتيادية مع رصيف للحاويات ورصيف للدحرجة ورصيف لبواخر المسافرين وتتراوح أطوال الأرصفة في الميناء ما بين (١٨٠-٢٠٠ ) متر للرصيف الواحد ، ويتميز هذا الميناء بمقومات مهمة يمكن أن تساعده تقنيا واداريا ، كما إن الميناء يرتبط بشبكة طرق وخط سكة حديد ، ويمتاز موقعه بسهولة أعمال الحفر بسبب قلة الترسبات التي تأتى عن طريق المد وقرب الميناء من الخليج العربي .
ميناء خور الزبير : وهو ميناء تجاري صناعي يتكون من(١٢) رصيفاً منها خمسة أرصفة للبضائع العامة والباقي أرصفة خاصة بالمواد الصناعية مثل خامات الحديد والفوسفات البتروكيماويات والأسمدة النيتروجينية ، ويقع الميناء على بعد ٦٠ كم عن مركز مدينة البصرة و(١٠٥ ) كم عن النهاية الشمالية للخليج العربي ، تمت المباشرة ببناء نواة الميناء في عام 1970 وأنجز العمل عام ١٩٧٩ ، وتم حفر قناة خور الزبير للملاحة بطول (٢٤ ) كم لربط قناة خور عبدالله ومنه إلى الخليج العربي. ويتكون الميناء من أربعة أقسام رئيسية هي الأقسام الفنية، أقسام الشحن، أقسام التفريغ، وكذلك الأقسام الادارية ، وقد أخذت الحركة التجارية في ميناء خور الزبير بالتزايد بعد عام ٢٠٠٣ ويأتي ذلك كنتيجة طبيعية لواقع رفع الحصار الاقتصادي عن العراق. إن الحركة البحرية التجارية للميناء في حالة من النمو المتزايد وهذا الارتفاع الكبير دليل على ازدياد الطاقة الشرائية للسكان في العراق ومدى الطلب المتزايد على السلع.
ويعد ميناء أبو فلوس اصغر الموانئ العراقية إذ يتكون من ثلاثة أرصفة للبضائع العامة ، ويعد الميناء من الموانئ التجارية الخاص بالحمولات العامة (المتنوعة) أنشئ على اثر أزمة التكديس والاكتظاظ عام١٩٧٤ ، إذ تمت المباشرة ببناء أرصفته عام ١٩٧٥ وأنجزت عام ١٩٧٦ويقع الميناء على شط العرب في ضفته الغربية في منطقة تبعد حوالي ٢٠ كم عن مركز مدينة البصرة جنوبا ويعمل الميناء حاليا لاستقبال البواخر واللنجات