البصرة في عهد الإحتلال البريطاني (1914-1921)
وهو كتاب من اصدارات مركزنا في سنة 1979م, وهو بالأصل رسالة الماجستير للأستاذ الدكتور حميد أحمد حمدان, الذي كان حينها معاون مدير المركز. تناول الباحث دراسة نشوء وتطور المصالح البريطانية في البصرة خلال الفترة السابقة للإحتلال, كما تناول الأوضاع السياسية في البصرة خلال النشاطات السياسية البريطانية, وكذلك الأوضاع السياسية في البصرة وموقف بريطانيا من تطوراتها كجزء من اهتمامها السياسي في المنطقة خلال السنوات 1908-1914م, فتناول أثر الإنقلاب العثماني وأصداء التحولات في البناء السياسي بالأستانة على البصرة والتنظيمات السياسية التي نشأت في البصرة, وفحوى أهدافها وأساليب عملها وشكل وأسباب المعارضة المحلية في البصرة للسياسة التي اعتمدتها جمعية الإتحاد والترقي .
وقد تناول الباحث أهمية البصرة التاريخية للإنجليز من الناحيتين الاقتصادية والاستراتيجية والمنافسات والتسويات الدولية في المنطقة حتى عشية الحرب العالمية الأولى.
وعرض المؤلف حركات الاحتلال العسكرية مع تقديم صورة متكاملة عن كافة التطورات العسكرية والظروف, التي ساهمت في تسهيل حركات الاحتلال البريطاني, فتعرض إلى بدايات التهيؤ البريطاني على كل المستويات السياسية والعسكرية وجهود بريطانيا بغية استثمار وتطوير علاقاتها القائمة مع بعض الشيوخ والزعماء العرب في الكويت ونجد والخليج العربي وعربستان والبصرة في ظل ظروف الحرب وذلك بقصد مساعدة تلك الأطراف كبريطانيا في الحرب, وعرض الباحث التعبئة العثمانية وتوزيعها في البصرة لمواجهة الغزو البريطاني, وأتبع المؤلف ذلك, بأستعراض التحرك العسكري البريطاني واحتلال الفاو ثم احتلال البصرة والقرنة .
وقد تناول الكتاب دراسة نوع الاسناد المحلي الذي قُدم لكل من العثمانيين والبريطانيين وأستعرض المعارك التي دارت على ضفاف شط العرب والقرنة والشعيبة وعربستان, والتنظيمات الادارية والمدنية والسياسية في البصرة, وما قدمته, مع بحث جوانبها السلبية والايجابية وابرز المؤسسات التي أنشات غداة الإحتلال, ودراسة مهمات الدائرة السياسية التي أخذت على عاتقها قضايا الإدارة المدنية والتكامل المباشر مع السكان ودراسة الأحوال المدنية والاقتصادية في البصرة وآثارها على الأوضاع العامة على السكان.
وأخيراً أختتم الباحث رسالته بدراسة البصرة في اطار الدبلوماسية البريطانية, وكذلك موقف البصرة من القضايا الوطنية في العراق.