كتاب تاريخ مدينة البصرة لعبدالله بن عيسى بن اسماعيل البصري(ت) سنة 1247ه

كتاب: تاريخ مدينة البصرة لعبدالله بن عيسى بن اسماعيل البصري(ت) سنة 1247ه

الاستاذ المساعد الدكتور فراقد داود سلمان

مركز دراسات البصرة والخليج العربي

    من مؤلفات مركزنا صدر في سنة 1986 ويقع في71 صفحة ، وقد درسه وحققه فاخر جبر مطر. ويعد كشفاً تاريخياً لأحوال مدينة البصرة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعمرانية. تناول المحقق السيد فاخر حياة المؤلف وأسرته وآثاره, وعن سبب تأليف الكتاب ومنهجه واهميته مع ذكر المؤلف لبعض خطط البصرة وقراها فضلاً عن بعض ما قيل في مدحها .

   والمؤلف من أسرة ريحان آل ابراهيم النجدي من اهالي اليمامة. وقد هاجر ريحان الى الكويت في اوائل القرن الحادي عشر الهجري وكان ابراهيم بن عبدالله ال ابراهيم شيخا على الزبير قبل اندلاع الحرب العالمية الاولى عام 1914, وأغلب أفراد الاسرة من تجار اللؤلؤ ولهم علاقات مصاهرة مع ال الصباح حسب ما ذكره الزركلي في كتابه الاعلام .

   ويبتدأ عبد الله بن عيسى كتابه بأصل تسمية البصرة معتمدا على رأي ابن الانباري(1) البصرة في كلام العرب: هي الارض الغليظة الصلبة، وكذلك ابن الاعرابي(2) قال ان البصرة: حجارة صلابُ, وانما سميت بصرة لغلظها وشدتها، وذكر الشرقي بن القطامي(3) إن المسلمين حين وافوا البصرة للنزول فيها نظروا إليها من بعيد وأبصروا الحصى عليها, فقالوا إن هذه ارض بصرة ويعنون حصبة .

ومن ابرز ما ذكره المؤلف من اصطلاح اهل البصرة ان يزيدوا في اسم الرجل الذي تنسب اليه القرية الفا ونوناً. من امثال ذلك مهلبان، جبيران، طليقان، ازرقان.

ومن بعض ما جاء في مدح البصرة: قال الحجاج بن يوسف الثقفي: الكوفة مثل امرأة فقيرة تخطب لجمالها .. والبصرة مثل امرأة عجوز تخطب لمالها.

وقال ابن ابي عيينة المهلبي(4) يصف البصرة بهذه الأبيات

يا جنة فاقت الجنان فما          يعد لها قيمة ولا ثمنُ

ألفتها فاتخذتها وطناُ            ان فؤادي لمثلها وطن

وقال الاصمعي سمعت هارون الرشيد يقول: نظرنا فاذا كل فضةِ وذهب على وجه الارض... لا يبلغ ثمن نخل البصرة. ولقد ذكر المدائني وصف خالد بن صفوان(5) للبصرة عندما طلب منه عبد الملك بن مرون وصف مدينته فقال: يغدو قانصنا فيجيئ هذا بالشبوط والشيم  ويجيئ هذا بالظبي والظليم الذكر من النعام ...ثم اضاف فقال ونحن اكثر الناس عاجا وساجا بيوتنا الذهب ونهرنا العجب اوله الرطب واوسطه العنب واخره القصب فأما الرطب عندنا فمن النخل في مباركه كالزيتون عندكم في منابته هذا على افنانه كذاك في اغصانه هذا في زمانه وكذاك في ابانه من الراسخات في الوحل المطعمات في المحل الملقحات بالفحل ثم تصير ياقوتا احمر واصفر ثم تصير عسلاً في شنة من سحاء لا يقربها الذباب مرفوعة عن التراب نأخذه في اوقاته ويسلمه الله من آفاته وننفقه في مرضاته. ثم قال ورثناها عن الاباء ونعمرها للأبناء ويدفع لنا عنها رب السماء.

وتأسيساً على ما ورد ذكره وبعد قراءة الكتاب وجدنا ان السيد فاخر قام بتحقيق الكتاب المخطوط تحقيقاً منهجياً نقدياً وانه قد أتبع منهج التحقيق القائم وفق ما يلي :

اولاً: اثبت في الحواشي الكلمات المصحفة والمحرفة .

ثانياً: قام بتعريف الاعلام الذين وردت اسماؤهم في الكتاب واشار الى مصادر تراجمهم .

ثالثاً: اخرج الاشعار من دواوين الشعراء واما الذين لم تكن لهم دواوين اشعار مجموعة قام بإخراج شعرهم من كتب الادب واللغة.

الهوامش:

 (1) ابن الانباري: هو محمد بن القاسم بن محمد بن بشار بن الحسن بن بيان بن سماعة بن فروة بن قطن بن دعامة الانباري.

(2) ابن الاعرابي وهو ابو عبدالله محمد بن زياد المعروف بابن الاعرابي وهو راوية وناسب عالم باللغة من اهل الكوفة.

(3) القطامي هو عالم بالأدب والنسب من اهل الكوفة.

(4) المهلبي من كبار الشعراء في العصر العباسي الاول.

(5) خالد بن صفوان وهو من فصحاء العرب المشهورين نشا وترعرع في البصرة.